الاثنين، 21 سبتمبر 2015

المجلس الثاني ...



المجلس الثاني لأصول رواية ورش عن نافع المدني للشيخ   البارودي


تفريغ المجلس الثاني :

*)) ينبغي لمن أراد الحصول على الإجازة أن يكون :

-         فاهما لهذه الأحكام الخاصة بهذا الراوي الثاني عن نافع 

-         قادرا على تطبيق الرواية بشكل صحيح ...

-         عليه اجتياز امتحانين : الاول : يخص الأحكام ( كتابي ) ... و الثاني : يخص تطبيق الرواية ( شفهي ) ... فمن نجح في الأول تقدم للثاني , و من حصّل المعدل أسندت إليه الشهادة بإذن الله , نسأل الله أن نكون من شهداء الحق القائمين بالقسط ...


أعتمد في هذه الحلقات على ( الخلاصة السلسة لأصول قالون و

 ورش عن نافع المدني ) , و المراجع في ذلك كثيرة لكنني

 ارتأيت أن أعتمد ال( الخلاصة السلسة ) حتى لا تملوا العبرة في

 الفهم و التطبيق الصحيحين ... نسأل الله التوفيق ...

هناك أحكام متفق عليها بين جميع القراء , و أحكام تخص راويا 

أو قارئا أو قارئين ...و بما أن القرآن الكريم قد نزل على ( سبعة 

أحرف ) تيسيرا على هذه الأمة فقد اختلفت الروايات و القراءات

 و نقلت إلينا متواترة عن طريق الصحابة ... فالرواية الأولى 

فرض عين على كل مسلم ,  أما الإلمام ببقية الروايات فهو

 فرض كفاية فطوبى لمن كان قلبه وعاء للقرآن و علومه و

 قراءاته و الذي هو أفضل العلوم و أشرفها ...


*)) تعريف الراوي الثاني :

هذا الترتيب الذي قام به ابن المجاهد المتوفى ( 325 للهجرة ) ; فبدأ بالمدينة و.مكة و بصرى و الشام و الكوفة ... و كان أول من سبع القراءات ... اختار ابن مجاهد الإمام نافع و كان موفق الاختيار لأن الإمام نافع علم من أعلام القراءات , و هو إمام متقن حافظ صالح مجاب الدعوة ... حيث أن ابن مجاهد يختار الأتقن فالأتقن ... فاختار ( نافع ) في المدينة , و ( ابن كثير ) في مكة , و ( أبا عمرو البصري ) في البصرة , و ( ابن عامر الشامي ) في الشام , و ثلاثة في الكوفة ( القاسم حمزة الكسائي ) ... اختار ابن مجاهد لكل قارئ راويين , و ممن قرأ على نافع طلبة كثر أشهرهم قالون و ورش ...

و مما يذكر أن الإمام مالك هو تلميذ الإمام نافع , و أن الإمام 

نافع تتلمذ على يد الإمام مالك فكل منهما شيخ للآخر مما يشير

 لتواضع كل منهما للآخر ...

قرأ خلق كثير على نافع , و اختص بالتدوين ( قالون ) و 

انتشرت روايته شمالي إفريقيا , و ( ورش ) و شاعت هذه 

الرواية في المغرب و العديد من الدول الإسلامية ...


*)) فمن هو ورش ؟؟؟؟

تعريفه :

-         هو أبو سعيد عثمان بن سعيد المصري , قيل أن أصله من مصر أو ( القيروان ) ببعض الأقوال ...

-         لقب بورش : لشدة بياضه , و الورش في المعجم الوسيط : شيء يصنع من اللبن ( شديد البياض ) , إذا الاسم عثمان أبو سعيد و اللقب ورش ... و قيل ماخوذ من ( الورشان ) و هو طائر أكبرقليلا من الحمامةو اختصر فصار ورش ... و سوار كان ورش أو ورشان فهذا اللقب اختص به عثمان بن سعيد ...

-          رحل للمدينة المنورة حيث قرأ على الإمام نافع عدة ختمات, و ذكر أنه لما أتى إلى المسجد قيل له أن عادة الإقراء عند المشايخ أن يقرأ الأول فالأول ... و بما انه جاء من مكان بعيد فكيف يكون دوره ؟؟؟ اتجه ورش للمبيت في المسجد , و لما نادى الإمام نافع للإقراء كان عثمان بن سعيد هو السابق , و كان ذا صوت عذب جميل تنازل الطلبة أمامه عن دورهم لورش فاستمتعوا بتلاوته حتى ختم عدة مرات نتيجة تنازل الطلبة ( و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة ) ... ثم عاد لمصر بعد قراءته على الإمام نافع ; و لم يبق مجاورا للمدينة على الرغم من أن الصلاة في المسجد النبوي تعدل ألف صلاة ... و لعل العلة في ذلك قوله تعالى (( فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِيالدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) التوبة ... فرجع إلى مصر لينشر هذا العلم ...

-          ثم آلت إليه ( رئاسة الإقراء ) لما تميز به من إتقان و جودة و إلمام بالعلوم ; فبراعتهم لا تقتصر على القرن الكريم و إنما تتناول كل ما يتعلق به ( حفظا – تفسيرا – معرفة باللغة العربية و قواعدها – معرفة الناسخ و المنسوخ و علوم أخرى ذات صلة بالقرآن ) ...

-          مولده : سنة ( 110 للهجرة ) , توفي سنة ( 197 للهجرة ) ... و هو أكبر من قالون ولد قبله و توفي قبله ( ولد قالون سنة 120 للهجرة و و توفي سنة 220 للهجرة ) ...

     - دفن في ( القرافة ) في القاهرة , و قبره يزار حتى الآن ... و لهم الأجر بكل حرف من القرآن لما لهم من فضل في جمع و توزيع القرآن , و هم ممن انطبق عليه قوله عليه الصلاة و السلام : ( خيركم من تعلم القرآن و علمه ) ... تعلموا القرآن ، فأتقنوه فبلغوه , و الخيرية لا تشمل قارئ القرآن حتى يتعلم فيتقن فيعلم , و فضل الله واسع , و الله ذو الفضل العظيم


*)) على الطالب أن يكون ملما بثلاثة امور : القارئ الراوي الطريق حتى لا تختلط المور ببعضها

فالقراءة : هي قراءة الإمام نافع ...

الرواية : رواية قالون من طريق أبي نشيط , و رواية ورش عن نافع المدني من طريق أبي يعقوب يوسف الأزرق ( المعروف المتداول ) و هناك طريق ( الأصبهاني ) ...


كيف نفرق بين القارئ , الراوي, الطريق ؟؟

القارئ هو البدر أو الأستاذ الأول , و كل من أخذ عنه يسمى ( 

راويا ) , و كل من أخذ عن الراوي يسمى ( طريقا ) إلى عامنا 

هذا فنقول :

( رواية ورش من قراءة نافع المدني من طريق أبي يعقوب 

يوسف الأزرق ) , مما يفرض على القارئ أي يذكر هذه 

المصطلحات الثلاثة عند سؤاله عن روايته ... و هذه الرواية 

التي نحن بصدد دراستها ... إن قال الطالب : أقرأ بقراءة ورش

 أخطأ ...

لأن ورش لم يكن قارئا ...


*)) الشروط الواجب توافرها في الرواية حتى تكون صحيحة مقروءاً بها :

1 ) ن تكون متواترة : ترويها جماعة مستفيضة عن جماعة 

مستفيضة يستحيل تواطؤهم على الكذب ...

2 ) أن تكون موافقة لأحد المصاحف العثمانية ...

3 ) أن تكون موافقة للغة العربية و لو بوجه من الوجوه ...

و قد ذكر ابن الجزري هذه الشروط في كتاب (( النثر )) فقال :

فَكُلُّ مَا وَافَقَ وَجْهَ نَحْوِ ... وَكَانَ ِللرَّسْمِ احْتِمَالاً يَحْوِي
وَصَحَّ إسْناداً هُوَ الْقُرآنُ ... فَهَذِهِ الثَّلاثَةُ الأَرْكَانُ
وحَيثُماَ يَخْتَلُّ رُكْنٌ أَثْبِتِ ... شُذُوذَهُ لَوْ أنَّهُ فِي السَّبعَةِ

و قد توافرت هذه الشروط في القراءات العشر ... و إن اختلال 

هذه الشروط أو أحدها يجعل هذه القراءة ( شاذة ) أي ( لا يصلح

 التعبد بها ) ... و في الفقه ( إذا رأيت الإمام يصلي برواية شاذة 

فاتركه و اخرج ) ...


باب الاستعاذة :

أنصح بالتلفظ بها تلفظا صحيحا :

حيث تكسر اللام لالتقاء ساكنين ( لْ – سْ ) , فنحذف الساكن الأول و نستعيض عنه بالحركة المناسبة ( الكسر ) ...

نتلفظ بهمزة وصل و ليس قطع في ( الاستعاذة ) : حيث الفعل المزيد ( الخماسي أو السداسي ) في العربية ليس به همزة قطع إنما وصل , و تثبت همزة الوصل هذه في المصدر المشتق منه ( استعاذ – الاستعاذة ) ...

قد يتساءل أحدكم هل نحن في درس تجويد أم نحو ؟؟؟

و أقول إن كلا العلمين ضروري للقراءة , و هما مكملان لبعضهما فالتجويد هو التحسين , و لا تحسين بزيادة حرف لا أصل له في العربية ...


*)) أحكام الاستعاذة :

1) حكمها الشرعي : الندب على المشهور ( أشهر أقوال العلماء ) , و قال البعض أنها ( واجبة ) لكنها قلة قليلة ... و الأمر في قوله تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ  ) إنما يصرف للندب لا الوجوب على قول أشهر العلماء ...

2) معناها : التحصن بالله من الشيطان الرجيم , و الاحتماء به , و الالتجاء إليه ...

3) صيغتها : لها صيغ عدة كلها جائزة لكن أفضلها ما وافق الأمر في الآية (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ  ) أي ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) ... يقول ابن بري المغربي :

القول في التعوذ المختار
وحكمه في الجهر والإسرار

وقد أتت في لفظه أخبارُ
وغيرُ ما في النحل لا يختار

 و غير ما في النحل : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم – أعوذ بالله من الشيطان – أعوذ بالله القادر من الشيطان الغادر .... إلا أن ماورد في ( النحل ) أولى ...

4) الجهر و الإسرار بها : يقول ابن بري  (( و الجهر ذاع عندنا في المذهب )) فالأولى الجهر بها خاصة في المقرأة حيث يستعيذ الأول منبها المستمعين للإنصات , أما التالي فيستعيذ سرا لتكون القراءة متواصلة ...

5) محلها : قبل الشروع في القراءة على المشهور ... و قد فهم البعض أن التعوذ بعد الانتهاء من القراءة و هذا بعيد لأن الاستعاذة تحصن , و إنما يكون التحصن قبل الشروع في القراءة ; و هذا نظير قوله عليه الصلاة و السلام ( إذا أكلت فسمّ الله ) فتكون التسمية قبل مباشرة الطعام و الشراب ...

6) أوجهها : 

- على القارئ أن يختار أحدها و البقية للمعرفة ; لأننا بصدد تعلم أحكام أصول راوٍ أو قارئ من القراء , فهذه المعلومة للعلم فقط ...

- و عندما نقول باقتران الاستعاذة بالبسملة فأول ما يتلفظ القارئ

 بالاستعاذة ثم يبسمل إن كان أول السورة ,  و له الخيار في 

وسطها فلا نقول أنها مندوبة ( فلا ناتي بها ) ... بل لا بد من 

الإتيان بها لأنها حصن من الشيطان الرجيم ...

 - للاستعاذة أربعة أوجه و ذلك إذا اقترنت بالبسملة و أول السور , و هي :

قِفْ وَ قِفْ : أي نقف على الاستعاذة و البسمله ...

قِفْ وَ صِلْ : أي نقف على الاستعاذة , و نصل البسملة بأول السورة ...

صِلْ وَ قِفْ : أي نصل الاستعاذة بالبسملة و نقف ...

صِلِ الجميع : أي عدم الوقف ...

و هذه الأوجه جائزة غير واجبة , حتى عند الجمع في القراءات لا 

نطالب الطالب بها لأنها جائزة غير واجبة ...

و يجب الانتباه إلى ضرورة الوقف مع التنفس عند وجوده ... و قد

 اتفق كل من ورش و قالون على الاستعاذة .


*)) تنبيهات :

1) عند البدء بسورة بلا بسملة ( التوبة ) فلا تتوفر هنا الأربعة أوجه إنما ( الوقف الوصل )

2) لا نصل الاستعاذة بلفظ الجلالة كقولنا ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) أو بالضمير العائد إليه كقولنا (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إليه يرد علم الساعة ) أو اسم نبي من الأنبياء كقولنا (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم محمد رسول الله ) إنما نكتفي بالوقف فقط ...

3) إذا قطع القارئ قراءته ثم أردا المواصلة فهل يأتي بالاستعاذة مجددا ؟؟؟

يعود ذلك لطبيعة الكلام الذي قطع القراءة فإن كان الحديث حول القرآن و ما يتعلق به ( كالسؤال عن حكم تجويدي ) فلا يعيدها .. أما إن كان الكلام أجنبيا عن القرآن فيعيدها و لو كان رد السلام ...

 

 


 

هناك 10 تعليقات:

  1. جزيتي الفردوس الأعلى على مجهودك هذا اختي الحبيبة جعله الله في ميزان حسناتك يارب العالمين يوم لاينفع فيه مال ولابنون إلا من اتي الله بقلب سليم

    ردحذف
    الردود
    1. اللهم آآآآآمين و إياكم محبة الغاااالية

      حذف
  2. بارك الله فيك اختي تقبل الله منك هذا العمل

    ردحذف
  3. بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء

    ردحذف
  4. برافو عليك يا شيخنا الغالي انتم تحاربون الجهل و الوهم ب العلم و الفهم

    ردحذف
  5. belhak haja moumteza jedan sidi mohamed
    elbaroudi

    ردحذف